***.*** ... گنجینه ... فشارکی ... ها ***.***

****.**** کنز الفشا ر کیو ن ************** Fesharkies's Treasure ****.****

***.*** ... گنجینه ... فشارکی ... ها ***.***

****.**** کنز الفشا ر کیو ن ************** Fesharkies's Treasure ****.****

***.*** ... گنجینه ... فشارکی ... ها ***.***

########## بنام خدا ##########
#پایگاه جامع اطلاع رسانی در موضوعات زیر #
..... با سلام و تحیت .. و .. خوشامدگویی .....
*** برای یافتن مطالب مورد نظر : داخل "طبقه بندی موضوعی " یا " کلمات کلیدی"شوید. ویا کلمه موردنظر را در"جستجو" درج کنید.***

طبقه بندی موضوعی
بایگانی
محبوب ترین مطالب

نماز جمعه مصلی شهر زینبیه سوریه

چهارشنبه, ۲۲ اسفند ۱۳۹۷، ۱۰:۰۴ ب.ظ



نماز جمعه مصلی شهر زینبیه سوریه

اسفند 1397




کد خبر: ٢٦١٩ تاریخ انتشار: ١٧ اسفند ١٣٩٧ - ٢١:٣٤ تعداد بازدید: 191
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
شهر رجب فرصة ذهبیة للاهتمام بالطاعات وموسم خیر لإصلاح السلوکیات

الخطبة الأولى: 971217  –   1 رجب1440

توصیة بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصیکم و نفسی بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذرکم من عقابه.

الموضوع: شهر رجب فرصة ذهبیة للاهتمام بالطاعات وموسم خیر لإصلاح السلوکیات

لقد شاءَ الباری جلَّ وعَلا ألّا یُجْرِیَ الأمورَ إلّا بأسبابها مادّیّةً ومعنویّةً؛ فسبحان من له الحکمةُ البالغةُ فی ذلک کلِّه دنیویّةً وأخرویّةً! قال تعالى: "هُوَ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیَآءً وَ الْقَمَرَ نُورًا وَ قَدَّرَهُ‏و مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَ لِکَ إِلَّا بِالْحَقِّ یُفَصِّلُ الْأَیَتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ" (یونس:5/10)

فلو أراد المولى أن یُشْرِقَ العالمُ ضیاءً ونوراً بلا شمسٍ ولا قمرٍ لَفَعَلَ، ولکنّ حکمته البالغةَ اقتضت أن یجعلَ لکلِّ شیئٍ سبباً بلا مِراءٍ، ویُنْفِذَه قانوناً على خلقه دون استثناءٍ؛ فهو یجری على کلّ إنسان مهما عَلَتْ رتبتُه إیماناً وارتقى مقامُه عرفاناً. فهذا أشرفُ الخلق سیدُنا محمد (ص) لم یُسْرِ به ربُّه لیعرُجَ إلى السماء إلّا بتهیئة الأسباب الزمانیّة والمکانیّة، ولو شاء لرفعه إلیه دونها قدیراً، قال تعالى: "سُبْحَنَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ‏ى لَیْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِى بَرَکْنَا حَوْلَهُ‏ لِنُرِیَهُ‏ مِنْ ءَایَتِنَآ إِنَّهُ‏ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ".

وفی تلکم الآیة الکریمة إشارة لطیفة لا یتلقَّفُها إلا ذوو الألباب، لأهمّیّة اختیار عنصرَی الزمان والمکان سبباً لبلوغ المقامات الروحیة العالیة، وسُلَّماً لنَیلِ الدرجات المعنویّة الراقیة.

ومن لطف الله تعالى بهذه الأمّة أن خصّها بمحطّاتٍ مکانیّة للطاعات، وفصولٍ زمنیّةٍ للعبادات؛ فالمرحومُ من اقتنص تلک الفُرَصَ السانحةَ الذهبیّةَ، کی ینالَ القربةَ والعفوَ والغفرانَ من ربِّ البریّة. والمحرومُ من ضیَّعَها متغافِلاً ولاهِیاً، لیندمَ على ما کان فیها واهیاً.

ولقد منّ الله تعالى علینا بأن کفانا مؤونةَ تحرّی مواقع تلک المواسم المعنویّة بأنفسنا، بتوفیر کنزَین ننتقی من جُمانِهما ما نحتاج من أسبابٍ تضمن فی الدنیا سعادتَنا وفی الآخرة فلاحَنا؛ ألا وهما الکتابُ والعترةُ ما إن تمسّکنا بهما لن نضلّ أبداً. وقد اخترتُ آیتین من الأوّل صدراً للحدیث، وأُکمِلُها بالثانی کوکبةً من "الحدیث"، تکونُ قوتاً لقلوبنا ونحن نوافی شهراً یشکِّلُ أحدَ الأسباب الزمانیّة المبارکة للارتقاء بالمؤمن والمجتمع الإیمانیِّ نحو أعلى درجات الکمال والمعنویّة.

نعم! إنّه شهر رجب الذی بدأنا نتنشَّقُ مع حلول غرّة أیّامه عِطرَه الفَوّاحَ بالعفو والمغفرة، ویترقّب حلولَه أهلُ الإیمان کلَّ عامٍ کی یعمُروا أوقاتَهم فیه بالدعاء والتوبة والاستغفار، ویُحْیُوا نفوسَهم بالصلاة والصیام والبرّ والاعتمار، محطّةً روحیّةً أولى استعداداً لشهر رمضانَ والعتقِ من النارِ؛ فها هو رسولنا محمد (ص) الذی کان إذا رأى هلال رجب قال : "اللهم بارک لنا فی رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان، وأعنا على الصیام والقیام وحفظ اللسان وغض البصر، ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش".

ألا تشعرون من هذه الکلمات المحمدیة بمدى لهفة صاحبها وسعادته بتوفیق درکِ هذا الشهر العظیم باباً لدخول شعبان ومنه لبلوغ شهر رمضان، ولکنْ بشرطها وشروطها من خلال الالتزام بحدودها الشرعیة فقهاً بإقامة الصلاة والصیام، وأخلاقاً وسلوکاً بحفظ اللسان وغضّ البصر؛ ما یعکسُ عظمةَ شهر رجب دورةً تمهیدیةً لتقویم السلوک الفردی والجماعی قبل الالتحاق بجامعة رمضان الطافحة بقیم الخیر والصلاح.

فما أعظمَ هذا الشهرَ الذی کانت العربُ فی الجاهلیة تعظِّمه أیَّما تعظیمٍ! فکانوا یحرِّمون فیه القتل والقتال ویعاقبون من ینتهِک حرمتَه. فلمّا جاء الإسلامُ أقرَّ قدسیّتَه وجعله من الأشهر الحرم.

عبادَ الله!

قد نتساءلُ عن الداعی وراء طلب رسول الله من ربه التوفیق لأداء تلک الأعمال فی شهر رجب؛ فما هی خصوصیّة ذلک الشهر الممیَّزةُ حتى صار سبباً لتزکیة الأرواح والتحرّر من الشهوات؟

لم أجد مدخلاً للإجابة أجمل من حدیث إمامنا الصادق (ع) حین یقول: "أبى الله أن یُجرِیَ الأشیاء الا بالأسباب؛ فجعل لکل شئ سببا،....

فهلمّوا- عبادَ الله- إلى محموعة من أحادیث المعصومین (ع) التی تظافرت فی فضل ذلک الشهر، کی نعرف السبب، لیبطُلَ العجَب؛ فعن النبی الأکرم صلّى الله علیه وآله وسلّم: "یسمى الرجب الأصب لأن الرحمة تُصَبُّ صباً فیه".

وعن الإمام الکاظم علیه السلام: "رجب شهر عظیم یضاعف الله فیه الحسنات ویمحو فیه السیئات".

ما یدلّ على سرٍّ جلیلٍ یکمُنُ فی ذلک الشهر، یمنح زمانه خاصّیّةً فریدةً فی القدرةِ على مضاعفة الحسنات ومحو السیئات؛ لأنّ الله یوکِّلُ فیه ملَکاً لأداء مهمّة تلقُّف الدعوات ورفعها للإجابة؛ فقد رُوی عن النّبیّ(ص) أنّه قال: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى نَصَبَ فِی السَّمَاِء السَّابِعَةِ مَلَکاً یُقَالُ لَهُ الدَّاعِیْ، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبَ یُنَادِیْ ذَلِکَ المَلَکُ کُلَّ لَیْلَةٍ مِنْهُ إِلَىْ الصَّبَاحِ: طُوْبَىْ لِلذَّاکِرِیْنَ، طُوْبَىْ لِلطَّائِعِیْنَ, یَقُوْلُ اللهُ تَعَالَىْ: أَنَا جَلِیْسُ مَنْ جَالَسَنِیْ وَمُطِیْعُ مَنْ أَطَاعَنِیْ، وَغَافِرُ مَنْ اسْتَغْفَرَنِیْ، الشَّهْرُ شَهْرِیْ، وَالعَبْدُ عَبْدِیْ، وَالَّرْحَمُة رَحْمَتِیْ، فَمَنْ دَعَانِیْ فیِ هَذَا الشَّهْرِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ سَأَلنِیْ أَعْطَیْتُهُ، وَمَنْ اسْتَهْدَانِیْ هَدَیْتُهُ، وَجَعَلْتُ هَذَا الشَّهْرَ حَبْلاً بَیْنیِ وَبَیْنَ عِبَادِیْ، فَمَنْ اعْتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إِلَیَّ".

عبادَ الله!

ألا یدعو للأسف والحسرة أن نرى فئاتٍ فی مجتمعاتنا لا یزالون، بعد کلّ تلک الأحادیث فی فضل شهر رجب، فی غفلتهم عَمِهِین، وعن المسارعة للخیرات فیه مُحجِمین؟

عجباً لهم وقد سمعوا قول رسول الله:

"أَلاَ إِنَّ  رَجَبَ شَهْرُ اللهِ الأَصَمّ وَهُوَ شَهْرٌ عَظِیْمٌ، وَإِنّمَا سُمِّیَ الأَصَمُّ لأَنّهُ لاَ یُقَارِبُهُ شَهْرٌ مِنَ الشُّهُوْرِ حُرْمَةً وَفَضْلاً عِنْدَ اللهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَى، وَکَانَ أَهْلُ الجَاهِلِیَّةِ یعُظِّمُوْنَهُ فِیْ جَاهِلِیَّتِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ لَمْ یَزْدَدْ إِلاَّ تَعْظِیْمَاً وَفَضْلاً.

أَلاَ إِنَّ رَجَبَ وَشَعْبَانَ شَهْرَایَ ، وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ أُمَّتِیْ.

أَلاَ فَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبَ یَوْمَاً إِیْمَانَاً وَاحْتِسَابَاً اسْتَوْجَبَ رُضْوَانَ اللهِ الأَکْبَرِ، وَأَطْفَأَ صَوْمُهُ فِیْ ذَلِکَ الیَوْمِ غَضَبَ اللهِ، وَأُغْلِقَ عَنْهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ، وَلَوْ أُعْطِىَ مِلْء  الأَرْضِ ذَهَباً مَا کَانَ بَأَفْضَلَ مِنْ صَوْمِهِ ، وَلاَ یَسْتَکْمِلُ أَجْرَهُ بِشَیْءٍ مِنَ الدُّنْیَا دُوْنَ الحَسَنَاتِ، إذَا أَخْلَصَهُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ،.......

قِیْلَ : یَا نَبِیَّ اللهِ، فَمَنْ عَجِزَ عَنْ صِیَامِ رَجَبَ لِضَعْفٍ أَوْ لِعِلَّةٍ کَانَتْ بِهِ، أَوْ امْرَأَةٍ غَیْرُ طَاهِرٍ، یَصْنَعُ مَاذَا لِیَنَالَ مَا وَصَفْتَهُ؟

قَالَ(ص) : یَتَصَدَّقُ کُلَّ یَوْمٍ بِرَغِیْفٍ عَلَىْ المَسَاکِیْنِ ، وَالذِیْ نَفْسِیْ بِیَدِهِ إِنّهُ إِذَا تَصَدَّقَ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ کُلَّ یَوْمٍ نَالَ مَا وَصَفْتُ وَأَکْثَرَ، إِنَّهُ لَوْ اجْتَمَعَ جَمِیْعُ الخَلاَئِقِ کُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَلَىْ أَنْ یَقْدِرُوْا قَدْرَ ثَوَابِهِ مَا بَلَغُوْا عُشْرَ مَا یُصِیْبُ فِیْ الجِنَانِ مِنَ الفَضَائِلِ وَالدَّرَجَاتِ .

قِیْلَ : یَا رَسُوْلَ اللهِ فَمَنْ لَمْ یَقْدِرُ عَلَىْ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، یَصْنَعُ مَاذَا لِیَنَالَ مَا وَصَفْتَ؟

قَالَ(ص): یُسَبِّحُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ کُلَّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبَ إِلَىْ تَمَامِ ثَلاَثِیْنَ یَوْمَاً بِهَذَا التَّسْبِیْحِ مِائَةَ مَرَّةٍ: سُبْحَانَ الإِلَهِ الجَلِیْلِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ یَنْبَغِیْ التَّسْبِیْحُ إِلاَّ  لَهُ، سُبْحَانَ الأَعَزِّ الأَکْرَمِ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ".

فاللهَ! اللهَ! فی الإقبال على مزید الطاعة والخیر فی هذا الشهر، وما أجملَ ما قاله إمامنا الخامنئی دام ظله فی شهر رجب:

"إن الأهم هو الجانب المعنوی، فالبعض یتصور أن علیه الاستمرار على أداء الأعمال التی کان یؤدیها سابقاً، إلا أن الصحیح هو أن علیه الاستزادة من تلک الأعمال إن کانت صالحة کالصوم المستحب والصلاة المستحبة ومراقبة النفس فی أعمالها وهی من أهم الوظائف. وإن کانت تلک الأعمال غیر صالحة فعلیکم بذل الجهد من أجل التخلص منها لأن النفس البشریة تسعى نحو الکمال"

وفقنا الله وإیاکم لأداء حق هذا الشهر العظیم بما فیه رضاه لخیر الدنیا والآخرة.

وأسال الله تعالى أن یوفقنا و ایاکم و الأمة الاسلامیة جمعا لطاعته و عبادته و فأسال الله تعالى أن یوفقنا و ایاکم و الأمة الاسلامیة جمعا لطاعته و عبادته و أساله تعالى أن یوفقنا لننهل من المعارف الدینیة الحقیقیة الاصیلة وأتضرع الیه ان یاخذ بیدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانیة: 97/12/17  –   1 رجب 1440

أللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزیزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها فی هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکی ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسی ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

أیها الاخوة و الأخوات!

وبعد أن استعرضنا بعضاً من فضائل شهر رجب المرجّب، هلمّوا بنا نعرِّج على أهمّ المناسبات التی یتزین بها الشهرُ من غرّته حتى نهایته، لنستذکرَ معاً مع أول أیامه الذی یصادف الیومَ ذکرى میلاد الإمام الباقر (ع)؛ وبهذه المناسبة السعیدة نتقدم بأحرِّ التهانی من مولانا صاحب العصر والزمان (عج) وصاحبة هذا المقام الشریف السیدة زینب الکبرى (س) ومن مراجع التقلید العظام ولا سیما سماحة ولی أمر المسلمین الإمام الخامنئی دام ظله ومنکم جمیعاً لهذه الذکرى المبارکة.

لقد کان ذلک الإمام الهمام مثالاً للتقوى وخشیة الله فی السرّ والعلانیة حتى صار مضرب المثل فی تلک الخصلة الربانیة. وکیف لا یکون کذلک وهذا ولده الإمام الصادق ع یصف أباه بالقول:

"کَانَ أَبِی یَقُولُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فِی تَضَرُّعِهِ: أَمَرْتَنِی فَلَمْ أَئْتَمِرْ [آتَمِرْ] وَ نَهَیْتَنِی فَلَمْ أَنْزَجِرْ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُکَ بَیْنَ یَدَیْکَ وَ لَا أَعْتَذِرُ".

إنّ تلک الکلماتِ بحق مولود الیوم الاول من شهر رجب، لتستأهل أن تکون عنوان طریق السالکین الى الله والساعین للمعنویات وخشیة الله؛ وتلک من خصال عباد الله المقربین فی شهر العبودیة والعبادة، الذین لا یمنعهم ای مانع من التقرب الى الله بای ذریعة؛ اذ قد یکون الصوم فی هذا الشهر شاقاً على البعض، فیستبدلون به الصدقةَ لینالوا اجر الصائمین فیه. والیکم ما روی فی صدقات الامام الباقر ع على لسان ولده الامام الصادق ع حیث یقول: "دَخَلْتُ عَلَی أَبِی یَوْماً وَ هُوَ یَتَصَّدَّقُ عَلَی فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ بِثَمَانِیَةِ آلَافِ دِینَارٍ وَ أَعْتَقَ أَهْلَ بَیْتٍ بَلَغُوا أَحَدَ عَشَرَ مَمْلُوکاً".

نعم! لقد کان امامنا الباقر ع یسعى من خلال ذلک التصدق لترسیخ ثقافة الاهتمام بحقوق الاخرین فی سبیل القضاء على الفقر وتخفیف الحاجة فی المجتمع دون تمییز بین انسان واخر على اساس عرقه او دینه او مذهبه؛ فالاسلام یرفض التعدی على أملاک الغیر وحقوقهم مهما کانت انتماءاتهم الدینیة، یقول ابو ثمامة : سالت الامام الباقر یوماً عن دین علی من احد اتباع فرقة المرجئة قبل انتقالی للسکن والاستقرار بمکة؟ فاجابنی ع: "ارْجِعْ إِلَی مُؤَدَّی دَیْنِکَ وَ انْظُرْ أَنْ تَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَیْسَ عَلَیْکَ دَیْنٌ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا یَخُونُ"

فما أحوج مجتمعاتنا الیوم لمثل هذه السلوکیات! ونحن نرى ما تعانیها من مصائب ومحن نتیجة ضرب حقوق الغیر عرضَ الحائط. فلا حول ولا قوة الا بالله.

ألا یعلم أولئک المعتدون على حقوق الاخرین أنهم یخدمون، من حیث یدرون او لا یدرون، مشروع الاستکبار والصهیونیة، الذی قام الکیان الصهیونی على أساسه باغتصاب حق الشعب الفلسطینی وتشریدهم واقامة دولة اسرائیل المزعومة على أرض لا صلةَ للصهاینة شُذّاذِ الآفاق بها وسْطَ تواطؤٍ عالمی مریب.

نعم! ایها الاخوة والاخوات!

إن تبشیر سماحة امامنا الخامنئی دام ظله مراراً وتکراراً بحتمیة زوال الکیان الصهیونی لیس مجردَ شعار فحسب، بل حقیقةٌ تاریخیةٌ دینیةٌ عقائدیةٌ واخلاقیةٌ نابعةٌ من اصلٌ بدیهیٍّ وهو أنّ من لا أصلَ له او جذورَ فی ارضٍ ما لا یمکن له أن یستمر فیها مغتصباً بالقوة حتى ولو طال الزمن.

فکیف بالکیان الصهیونی وقوى الاحتلال الامریکی وهم یشهدون المنطقةَ من حولهم تحولت لبراکین غضب من الشعوب الرافضة لوجودهم والمتبنیة لثقافة المقاومة ضدهم، والمستنکرة لممارسات بعض الحکام المخزیة فی الدعوة للتطبیع مع الکیان الغاصب.

وها نحن الیوم نشهد بحمد الله ثمرات تضحیات محور المقاومة انتصاراتٍ تلوَ اخرى على قوى الشر الاستکباریة والصهیونیة وعملائها من التکفیریین الارهابیین رغم شدة الضغوط والمؤمرات، ولکن کما یقول امامنا الخامنئی دام ظله: ان مع الصبر نصراً...

وهو قولٌ التقى علیه شعبا ایران وسوریا المقاومان حین واجها عدوان الاصیل والوکیل معاً طوال تاریخهما المقاوم. فکما صمدت ایران الثورة وانتصرت بعد حرب السنوات الثمانی المفروضة، کذلک انتصرت سوریا العروبة فی حرب السنوات السبع الکونیة التکفیریة التی استهدفتها.

کلُّ ذلک بفضل المقاومة قولاً وعملاً، والتی أثبتت الأیام والتجارب کما قال الامام الخامنئی دام ظله: ان کان الثمن الذی یجب دفعه مقابل الصمود والمقاومة غالیاً، فان الثمن المدفوع مقابل الاستسلام والخنوع اغلى بکثیر.

ویکفی ان نتأمّل فی وجوه المنبطحین من دعاة التطبیع فی اجتماعاتهم ومؤتمراتهم وقد صارت مسودّةً ترهقها قترة من الذل والمهانة.

بینما انظروا الى وجوه قادة محور المقاومة المسفرة الضاحکة المستبشرة بنصر الله، وهی تلتقی على العزة والسؤدد کما جرى فی لقاء سیادة رئیس الجمهوریة العربیة السوریة الدکتور بشار الأسد مع سماحة الامام الخامنئی دام ظله فی مشهدٍ سیخلّده التاریخ فی ملاحمه الکبرى مصداقاً لقوله تعالى: "تعز من تشاء و تذل من تشاء".

ایها المؤمنون والمؤمنات!

الیوم عادت امریکا وحلفاؤها بعد سلسلة هزائمها واخفاقاتها فی المنطقة لتفتح دفاترَها القدیمة، لتعید تجربة ما أثبت فشلَه مراراً وتکراراً، من خلال دقّ طبول الوعید والتهدید بفرض أقسى العقوبات على الجمهوریة الاسلامیة ومحور المقاومة وادراج بعض عناصرها السیاسیة على قائمة ارهابها المزعوم على أمل أن تحقق فی المضمار الاقتصادی والسیاسی ما عجزت عن تحقیقه فی المیدان العسکری!.

ولکن هیهات... هیهات... ان تنال من عزیمة محور المقاومة تلک التُرَّهاتُ الامریکیة الصهیونیة بإشهار سیف قوائم الارهاب، لاننا نعلم انهم الارهابیون الحقیقیون بجرائمهم التی ارتکبوها فی فلسطین ولبنان والعراق والیمن وسوریا. وان کانت هناک جهةٌ وقعت ضحیةً للارهاب فانها محور المقاومة وشعوبها التی قدمت آلاف الشهداء نتیجة العملیات الارهابیة المدعومة استکباریاً وصهیونیاً ورجعیاً... وفی هذا السیاق نستذکر احد شهدائها الذی یصادف الاول من شهر رجب ذکرى شهادته الألیمة وهو الشهید السعید آیة الله السید محمد باقر الحکیم رض الذی امتزجت دماؤه بدماء المؤمنین من المصلین الجمعةَ فی أطهر بیوت الله بحرم مولانا امیر المؤمنین ع بالنجف، فی جریمة لیست بغریبة على أدوات الاستکبار والصهیونیة التی لا ترعى حرمةً ولا دیناً، لیکرروا جریمتهم الشنعاءَ مرة اخرى فیما بعد ولکن بحق شهید محرابٍ اخر وهو الشهید الشیخ محمد سعید رمضان البوطی رض بنفس الطریقة وبنفس المکان... فرحمة الله على اولئک الشهداء...

والحمد لله الذی جعل اعداءنا من الحمقى الذین یکررون الاخطاءَ نفسَها بحق محور المقاومة، والتی لن تزید المقاومین الا بصیرةً وصموداً وتمسکاً بالمبادئ کلّما اشتدَّت الخطوبُ والمحنُ.

فنحن ابناء رسول الله ص الذی صمد فی شعب ابی طالب على الحصار والتجویع، ورفض قبل ذلک کلَّ المُغرَیات لرفع یده عن الدعوة للحق قائلاً:

"والله لو وضعوا الشمس فی یمینى والقمر فی یساری على أن أترک هذا الأمر حتى یظهره الله، أو أهلک ما ترکته".

ونحن نقول الیوم سیراً على ذلک النهج المحمدی:

واللهِ! لو عرضتم اموالَ الدنیا على محور المقاومة وقادتِها على ان یتخلوا عن مقاومتهم، لن یتنازلوا عنها قیدَ أنملةٍ... وکیف یفعلون ذلک وهی عنوانُ عزتهم وکرامتهم وانتصاراتهم وشرفهم... لا تزیدهم ضغوط الاعداء وتهدیداتهم الا تمسکاً بها، استلهاماً من صرخة ابی الاحرار الحسین ع حینما قال:

الا وان الدعی ابن الدعی قد رکز بین اثنتین؛ بین السلة والذلة، وهیهات منا الذلة... هیهات منا الذلة...

فأسأل الله تعالى أن ینصر الأمة الاسلامیة ومحور المقاومة والمجاهدین فی کل مکان.

وأسأله تعالى أن ینصر جمیع الشعوب المستضعفة فی مواجهة المستکبرین والصهاینة والمتصهیِنین.

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

اللهم عجل لولیک الفرج و العافیة و النصر واجعلنا من خیر أعوانه و أنصاره و شیعته و محبیه.

استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:



https://www.tabatabaey.com/shownews.php?idnews=2619




موافقین ۰ مخالفین ۰ ۹۷/۱۲/۲۲