نمازجمعه شهر زینبیه سوریه
https://www.tabatabaey.com/shownews.php?idnews=2609
نمازجمعه شهر زینبیه ( مصلی سیده زینب س)
دکترسید جوادهاشمی فشارکی
د خبر: ٢٦٠٩ | تاریخ انتشار: ٠٥ بهمن ١٣٩٧ - ٠٠:٢٢ | تعداد بازدید: 47 |
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه | ||
الاخلاق الاسلامیة (الاخلاق الإلهیّة) (اجتناب الذنوب والمعاصی) | ||
الخطبة الأولى: 97115 – 18جمادی الأولى 1440 توصیة بتقوی الله عزوجل عباد الله ! أوصیکم و نفسی بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذرکم من عقابه. الموضوع: الاخلاق الاسلامیة (الاخلاق الإلهیّة) (اجتناب الذنوب والمعاصی) منذ أن خلق اللهُ الخلیقة والخلقَ، وُلِدَ الصراعُ بین قُوى الباطلِ والحقِّ، وما تلک الحروبُ والأزماتُ، إلا بعضاً من إفرازاتِهِ، ونَزْراً من انعکاساتِهِ، التی ینبغی ألّا تَحرِفَ أذهانَنا عن الصراع الحقیقیّ المستتِرِ الأشَدِّ ضراوةً، بین الإنسانِ والمعاصی والذنوب؛ فما أهوَنَ الکوارثَ والنکباتِ التی تستهدِف جسدَ الإنسانِ وبناءَه أمامَ المآسی والفجائعِ التی تَمَسُّ مُثُلَه وعطاءَه! فما فائدةُ القصورِ المَشیدةِ، والأزیاءِ الفاخرةِ الجدیدةِ، فی غیاب القیمِ العلیا والأخلاقِ الحمیدة؟ ولا تغرَّنَّکم تقاریر المنظّمات الدولیة فی تصنیف الدول تقدّماً وتخلّفاً على أساس معاییرهم المادّیّة؛ إذ المعیارُ الحقیقیُّ الذی به یُقاسُ مستوى الحضارة والتطوّر هو مدى ابتعاد الأفراد والمجتمعات عن ارتکاب الذنوب والمعاصی. و کم من أممٍ أفَلَت وحضاراتٍ سقَطَتْ وهی فی ذروة قدرتها المادّیّة سلاحاً ومالاً وعمراناً، لمّا فشا فیها الذنوب والمعاصی، ونَخَرَ أُسُسَها من الداخل، وذلک قولُه تعالى: " أَلَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّکَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَکِّن لَّکُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَیْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِی مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَکْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِینَ". عبادَ الله! لیس من المبالغة فی شیئ، إذا عُدَّت قضیةُ المعاصی والذنوب ذات أبعادٍ اجتماعیّة وعالمیّةٍ، لها خطورتُها البالغةُ على المجتمعات البشریّة، ما یجعلها جدیرةً بالتشخیص والعلاج، وحَرِیَةً بالتصدّی والاهتمام، لاجتنابها واستئصالِها والتحذیر منها، وإطلاق المبادرات الجماعیّة للقضاء على أسبابها وعواملها وبواعثها، حتى لا تقضیَ على روح الأمّة والإنسانیّة المعنویّة والروحیّة، التی هی أساسُ استقرار المجتمعات وأمانِها، ورکیزةُ تقدّمها وارتقائها. حتى إنّ اجتنابَ المعاصی والذنوب یأتی فی قمّة الأخلاق الإلهیّة التی یجب أن یتحوّل إلى سلوکٍ عملیٍّ فی تفاصیل حیاتنا الیومیّة؛ یقول علی (ع): " عَجِبتُ لأقوامٍ یَحتَمُونَ الطّعامَ مَخافةَ الأذَى کَیفَ لا یَحتَمُونَ الذُّنوبَ مَخافةَ النّارِ . مفهوم المعصیة عبادَ الله! إنّ العصیانَ خلافُ الطاعة. والمعصیةُ مخالفة أمرِ الله فی ما أمر أو نهى؛ بترک المأمورات وفعل المحظورات. فأیُّ مصیبةٍ أدهى من تمرُّد العبدِ الجاهل الفقیر المسکین المستکین، على الربِّ الحکیم العلیم الخبیر الذی لا یأمر بفعل، ولا ینهى عن آخر إلا لحکمة بالغة تدعو للسعادة فی الدنیا والفلاح فی الأخرى، ناهیکَ عن القیم الأخلاقیّة المضافة التی تحملها الأحکام الإلهیّة؛ فقد روی عنه (ص) فی حجة الوداع أنه قال: " یَا أَیُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ مَا مِنْ شَیْءٍ یُقَرِّبُکُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ یُبَاعِدُکُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ أَمَرْتُکُمْ بِهِ وَ مَا مِنْ شَیْءٍ یُقَرِّبُکُمْ مِنَ النَّارِ وَ یُبَاعِدُکُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَ قَدْ نَهَیْتُکُمْ عَنْه. بحارالانوار: 67/96. فالمعاصی، فی ضوء الکتاب والسنّة، تُطلَق على کلّ ما یمَسُّ علاقة الإنسان بربّه من ناحیة، وعلاقته بغیره من المخلوقات حولَه؛ فترک الفرائض والظلم والغیبة والسرقة کلُّها من مصادیق المعاصی التی تحول دونَ بلوغ السعادة فی الدنیا والآخرة. یقول علی (ع): " أَلاَ وَ إِنَّ اَلْخَطَایَا خَیْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ خُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِی اَلنَّارِ أَلاَ وَ إِنَّ اَلتَّقْوَى مَطَایَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ اَلْجَنَّةَ. نهج البلاغة. کما تعدّدت الألفاظ التی تعبّر عن المعاصی فی القرآن والحدیث تبعاً لکلّ مناسبةٍ وحالةٍ؛ یقول العلامة الطباطبائی فی تفسیر المیزان: " الاثم هو العمل الذى یوجب بوباله حرمان الانسان عن خیرات کثیرة کشرب الخمر والقمار والسرقة مما یصد الانسان عن حیازة الخیرات الحیویة، ویوجب انحطاطا اجتماعیا یسقط الانسان عن وزنه الاجتماعی ویسلب عنه الاعتماد والثقة العامة. وعلى هذا .....یظهر وجه اختلاف التعبیر عن المعصیة فی الایات الکریمة تارة بالاثم واخرى بالخطیئة والسوء والظلم والخیانة والضلال، فکل واحد من هذه الالفاظ هو المناسب بمعناه لمحله الذى حل فیه". عبادَ الله! لیست المعاصی محصورةً بما یوجب العقاب فحسب، بل لعلّ فی کلّ ما یُبعِد الإنسانَ عن مسار الثواب معصیةً حتى لو لم یوجب عقاباً إلهیاً، لِحرمانه من نعمة الارتقاء نحو الکمال الروحیّ والمعنویّ وتخلّفه عن مسیر الفطرة السلیمة. ما یوضّح الآثار الاجتماعیة للمعاصی التی تُسقِطُ صاحبَها من أعین الناس، فضلاً عن بعض الآثار الواقعیّة التی لا یراها إلا من بلغ درجةً علیا من العرفان؛ یقول صدر المتأهلین: کان هناک أفراد یرون ألسنة اللهب تُقذَف من ألسنة بعض الخلق عند الکلام، ویتمثّلون کالتنور المتأجج ناراً عند صمتهم. وهذه حقیقة الغیبة والنمیمة والإهانة... أعاذنا الله وإیاکم منها جمیعاً... وللحدیث تتمّة فی الخطبة القادمة إن شاء الله. فأسأل الله تعالى أن ینصرنا و ایاکم و الأمة الاسلامیة جمعا للاجتناب عن المعاصی و الذنوب والابتعاد عنها. وأسال الله تعالى أن یوفقنا و ایاکم و الأمة الاسلامیة جمعا لطاعته و عبادته و أساله تعالى أن یوفقنا لننهل من المعارف الدینیة الحقیقیة الاصیلة وأتضرع الیه ان یاخذ بیدنا لتحصیل ما یوجب رضاه بلزوم تقواه. واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:
الخطبة الثانیة: 97115 – 18جمادی الأولى 1440 اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزیزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها أفضل صلوات المصلین. أللهم وفقنا لخدمتها فی هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکی ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین. عباد الله! أجدّد لنفسی ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها. أیها الاخوة و الأخوات! تبیّن لنا أنّ المعاصیَ من أشدّ الملوّثات التی تهدّد بیئة الأمان والاستقرار الروحی والنفسیّ، لما تحمل من آثار سلبیة خطیرة أشبهَ بالرائحة العفنة التی تُزکِم الأنوف وتؤذی النفوس؛ کما ورد ذلک الوصف فی الأحادیث المرویّة عن المعصومین (ع): عن عبدالله بن الإمام موسى الکاظم علیه السّلام، عن أبیه علیه السّلام، قال: سألته عن المَلَکینِ: هل یعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن یفعله، أو الحسنة ؟ فقال: رِیحُ الکنیف ورِیحُ الطِّیب سَواء ؟! قلت: لا. قال(ع): إنّ العبد إذا هَمَّ بالحسنة خرج نَفَسُه طیّبَ الریح، فقال صاحب الیمین لصاحب الشمال: قُمْ؛ فإنّه قد هَمّ بالحسنة، فإذا فعَلَها کان لسانُه قلمَه ورِیقُه مِدادَه، فأثبَتَها له. وإذا هَمّ بالسیّئة خرج نَفَسُه مُنتِنَ الریح، فیقول صاحب الشمال لصاحب الیمین: قفْ؛ فإنّه قد هَمّ بالسیّئة، فإذا هو فعَلَها کان لسانه قلمه وریقه مداده، فأثبَتَها علیه. وفی ضوء الأثر الاجتماعیّ السلبیّ للمعاصی، الذی ذکرناه، نفهم السرَّ وراءَ تنفّر الرأی العامّ العالمیّ من قوى الاستکبار والصهیونیّة، بشهادة إحصاءات مراکز الدراسات العالمیة؛ حیث کانت أمریکا والکیان الصهیونی تحتلان رأس قائمة الدول المکروهة عالمیاً. وعملیاً تثبت التجارب أنّ هذه الکراهیة تجاههما تتزاید بشکل تصاعدیّ. انظروا إلى أمریکا التی أنفقت آلاف الملیارات لتحسین صورتها وموقعها فی المنطقة، فماذا کانت النتیجة؟ لقد کانت النتیجة أنّ تلک التریلیونات ذهبت حسراتٍ علیهم، حتى عبّر ترامب بنفسه وعلى لسانه عن امتعاضه من الطریقة المهینة التی تمّت بها زیارته للعراق متسلّلاً کالسرّاق المتسلّلین، لم یجرؤ خلالها على الخروج من أسوار قاعدته العسکریة التی لن تدوم طویلاً أیضاً. لأنّهم یعلمون أنّ ما ارتکبوه من جرائم وآثام وذنوب لا تُغتَفَر بحقّ شعوب المنطقة لن تمرّ دون حساب... فی المقابل، انظروا إلى مسیرة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وثورتُها المبارکة تدخل ربیعها الأربعین، وما تحظى به من تقدیر واحترام من قبل شعوب المنطقة، رغم کافة الضغوطات والتهدیدات التی تتعرّض لها من قبل أعدائها، ناهیک عن التشویه الإعلامی الذی تستهدفها. فماذا کانت الحصیلة؟ إنّ الحصیلة تجلّت فی أمور کثیرة، ولکن یکفی أن نشیر إلى إحداها، والتی أشار إلیها إمامنا الخامنئی (دام ظله) مؤخراً، حین قال بأن شعار "الموت لأمریکا" کان یوماً ما محصوراً ببلادنا. أما الآن فقد أصبح شعاراً عالمیاً یرفعه کل المناهضین للغطرسة الأمریکیة على مستوى العالم؛ لأن هذا الشعار لیس مجرّد کلمات تتردّد، بل رسالةُ إرادة ووعی وصمود ومقاومة وإیمان یحمله السائرون على خط الأنبیاء والأولیاء والصالحین الذین یحاربون نشر المعاصی والذنوب والآثام، ولنردد معاً ذلک الشعار الربانی: "الموت لأمریکا". أمّا التجلّی الآخر لمسار نجاح الثورة الإسلامیة المبارکة وشعبیتها؛ فیتمثّل فی ثباتها على مبادئها فی دعم المستضعفین والمظلومین من أبناء المنطقة باعتبارهم أصحاب الأرض الحقیقیین الذین یجب الرهان على مقاومتهم وصمودهم؛ وهو ما قامت به من خلال دعمها للأشقاء فی سوریا ولبنان وفلسطین والعراق وغیرها بکل فخر واعتزاز التزاماً بواجبها وتکلیفها؛ وهو ما حقّق الانتصارات تلو الانتصارات لصالح محور المقاومة، وجعل أعداءها یتخبطون بعد الهزائم التی تلقّوها؛ ما جعلهم یُرعِدون ویُزبِدون وفی غیّهم یعمهون. فیفضحون إفلاسهم بلجوئهم إلى ممارساتهم القدیمة التی عفا علیها الزمن. فطوراً تدعو أمریکا لمؤتمرٍ ضد إیران فی بولندا، لتُصدَمَ بفشله قبل أن ینعقد بعد رفض کثیر من الدول المشارکة فیه، لا بل إن مساعد وزیر خارجیة الدولة المضیفة زار إیران لیوضّح لها أنهم لا یستهدفونها. وتارةً تدفع ربیبتها إسرائیل لاستهداف سوریا المقاومة بصواریخ عن بُعدٍ لتُصعقَ بالرد الأولی بإسقاط أغلب تلک الصواریخ. ناهیک عن التهدید الذی تلقاه الکیان الصهیونی برد مزلزل فی حال تکرّر العدوان. وقد أعذَر من أنذَر. ولا شکّ فی أنّ الردّ الأقسى کان فی ترسّخ حالة الوعی بأهمیة المقاومة ومحورها فی مواجهة الکیان الغاصب الذی لن یمنع عدوانه عن تمسّکنا بشعارنا الدائم الذی لا نترکه قبل زوال الغدة السرطانیة‘ والنردد معا و باعلى الأصوات تلو الشعار المتقدم : "الموت لإسرائیل".... وإنّ هذه الممارسات العدوانیّة ستزید التلاحم والأخوّة بین قوى محور المقاومة أکثر فأکثر، ولا سیما بین إیران وسوریا التی امتزجت دماء شهدائهما الطاهرة على هذه الأرض المبارکة دفاعاً عن قیم المقاومة والصمود والعزة.... أیها الأخوة والأخوات! إن السر وراء انتصارات محور المقاومة وعزتها یکمن فی أنها لا تتصرف حسب ردود الأفعال العاطفیة، من موقع المنفعل، بل هی تختار المکان والزمان والأسلوب المناسب للتعامل مع استفزازات العدوّ... وهذا المحور لم ولن یضیّع وقته الثمین للدخول فی سجالات کلامیة مع تخرّصات رئیس وزراء کیان العدوّ الغارق فی مشاکله الداخلیة التی تدفعه للتخبّط خبطَ عشواء.... ونقول للأعداء: إنّ مسیرة الانتصارات التی بدأت فی لبنان وفلسطین واستمرّت فی العراق وسوریا والیمن لن تتوقف حتى تحقیق الوعد ا لإلهی الذی بشر به إمامنا القائد الخامنئی (دام ظله) بالصلاة جماعةً فی القدس الشریف بعد تحریره من دنس الاحتلال. إنهم یرونه بعیداً ونراه قریباً. فأسأل الله تعالى أن ینصر الأمة الاسلامیة ومحور المقاومة والمجاهدین فی کل مکان. وأسأله تعالى أن ینصر جمیع الشعوب المستضعفة فی مواجهة المستکبرین والصهاینة والمتصهیِنین. اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا. اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا. اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین. اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی. اللهم عجل لولیک الفرج و العافیة و النصر واجعلنا من خیر أعوانه و أنصاره و شیعته و محبیه. استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:
|
https://www.tabatabaey.com/shownews.php?idnews=2609